توجيهات لابد منها لكتابة موضوع متماسك .

mardi 7 juin 2011


في هذا الدرس التوجيهي سنكون نظريين ربما أكثر من اللازم لأننا في حاجة إلى معرفة طبيعة العمل الذي سنقوم به وهو تحرير موضوع متكامل متسق وفق متلطبات القراءة المنهجية ، لذلك نكفتي بالتوجيهات التالية :
عملنا سيكون مبنيا على قاعدتين هما :
القاعدة المعرفية :
علينا أن نعلم ان تحرير الموضوع يتطلب منا كما من المعارف المتصلة بالخطاب الذي هو قاعدة لتحريره . فنحن لا نواجه النص المعطى والأسئلة التي تذيله بذاكرة فارغة إذ علينا أن نكون على إلمام تام بكل المعارف التي تستدعيها الأسئلة الموجهة . وهذه المعارف مطروحة في الطريق نصادفها في الكتاب المدرسي وفي المراجع ذات الصلة وفي شروحات الأستاذ .
وهنا نتذكر أننا نخطئ حين نسأل أنفسنا عن معارفنا ونحن نستعد إلى ولوج المؤسسة أو حجرة الامتحان ولا نستطيع أن نتذكر منها شيئا ، لأن ذلك يصيبنا بالقلق والتوتر ويؤثر سلبا على قدرتنا على التركيز . فعلينا أن ندرك أن معارفنا إن نحن هيأناها لا تفارق ذاكرتنا وتحتاج فقط إلى العنصر المنبه وهو هنا في هذه الحالة السؤال أو الفعل المطلوب إنجازه . فهو القادر على استدعاء هذه المعارف وإخراجها من بياتها فإذا هي تتزاحم في ذهننا .
القاعدة التقنية :
هي أهم شيء في العملية كلها لأن المعارف المستدعاة من الذاكرة تحتاج إلى تنظيم وعرض وفق ما يمليه الفعل المطلوب والقراءة المنهجية .
فكثير من التلاميذ يخزنون معارف في ذاكراتهم لكنهم لا يعرفون كيف يصرفونها ويستثمرونها في تحرير الموضوع المتناسق . وكثير منهم يعتقد أنه قال كل شيء وذكر كل شيء وأن من حقه الحصول على علامة ( نقطة ) جيدة .. لكن الذي يحدث غالبا هو العكس والسبب هو غياب الجانب التقني الذي يضمن للموضوع تماسكه ويعطي للمعارف الموظفة قيمتها .
على التلميذ أن يدرك أنه مطالب بتحرير موضوع من إنشائه الخاصبناء على الأفعال التي يطلب منه إنجازها ، وعليه أن يبتعد ما امكن عن الحفظ بطريقة عمياء لأنه قد يحفظ أشياء لا يفهمها .
في الدرس القادم سنشتغل على نص شعري إحيائي بناء على أسئلة محددة تتماهى مع ما يطلب في الامتحان الوطني على أن نشتغل لاحقا على نصوص متنوعة إن شاء الله .


...تابع القراءة

المنهج في الكتابة الإنشائية الفلسفية



إن معاناة التلميذ في سلك الباكلوريا هي في جوهرها معاناة تتعلق بمنهج الكتابة الإنشائية الفلسفية. فأنت تجد الكثير من التلاميذ يمتلكون معارف فلسفية لا بأس بها أو يحفظون الدروس عن ظهر قلب، ولكنهم مع ذلك لا يتمكنون من إنجاز كتابة إنشائية جيدة وفي المستوى المطلوب. والأسباب في عمقها تتعلق بضعف الأسلوب الممنهج في الكتابة.

فمما لا شك فيه أن أهمية المنهج تتجاوز إطار الكتابة الفلسفية ذاتها لتشمل كل مجالات التفكير في الحياة. ولذلك فالدرس الفلسفي يراهن على تعليم المنهج لأنه درس من أجل الحياة ويرتبط بقضاياها المختلفة. فما يهدف إليه الدرس الفلسفي بصفة أساسية هو تعليم التفكير وليس تعليم الأفكار، أو لنقل إن اكتساب هذه الأخيرة يرتبط بمناهج التفكير وأنماط التفلسف التي انبثقت عنها تلك الأفكار، والتي تختلف من طرق القول عند هذا الفيلسوف أو ذاك.

ولهذا يتعين على مدرس الفلسفة أن يعي جيدا وهو بصدد بناء الدرس الفلسفي، أهمية التركيز على المهارات والقدرات العقلية أكثر من تلقين المضامين المعرفية. وهذه مسألة تتطلب منه الاشتغال على الأقوال والنصوص الفلسفية من أجل إقحام التلميذ في مواجهة مباشرة مع الفيلسوف، وتمثل طرق التفكير التي اعتمدها هذا الأخير في بلورته لأفكاره وصياغته لأطروحاته. كما يتطلب الأمر من المدرس تهييئ مجموعة من التمارين الجزئية التي تستهدف التمرن على مهارة أو قدرة عقلية بعينها. فضلا عن هذا يتوجب على المدرس تعويد التلاميذ، وبشكل مستمر، على الكتابة الجزئية أو الكلية المرتبطة سواء بالخلاصات التركيبية للدرس ومحاوره، أو بالكتابة الإنشائية وخطواتها الأساسية.

بالإضافة إلى كل هذا يكون من المفيد جدا أن يجسد معلم الفلسفة التفكير الممنهج من خلال الحوارات والتفاعلات التي تجري على مسرح الفصل الدراسي بينه وبين تلامذته، نظرا لما يتركه ذلك من انطباعات إيجابية على ذهنية التلميذ وممارسته لفعل الكتابة الإنشائية الفلسفية. فمثلا يتعين على المدرس حينما يتلقى إجابة من من التلميذ أن يبادره بتوجيه أسئلة مثل: ماذا تعني بالمفهوم الفلاني ؟ في محاولة لتدريبه على على المفهمة أو البناء المفاهيمي، فيتعود التلميذ على تحليل المفاهيم وتفكيكيها لاستخراج الدلالات الكامنة فيها. كما يتعين على المدرس مثلا أن يسأل التلميذ: كيف أن … كذا وكذا ؟ ولماذا قلت كذا ولم تقل كذا … ؟؟ ألا يمكن أن ننظر إلى المسألة من المنظور الفلاني ( الذي يفترض أن التلميذ قد أغفله ) … ؟

إن مثل هذه الأسئلة ومثيلاتها، وحينما تصبح مؤثثة لفضاء الفصل الدراسي في مادة الفلسفة، من شأنها في نظرنا أن تجعل الدرس الفلسفي درسا متميزا عن باقي المواد الدراسية، ومن شأنها أن تحفز التلميذ على الإقبال على درس الفلسفة ويتمكن خلاله من إيجاد مجال للتفلسف وللتجرؤ على استعمال العقل، وهذا ما يساعده على اكتساب مهارات وقدرات عقلية في التفكير السليم والممنهج، والذي سيسعى إلى إبرازه في الكتابة الإنشائية الفلسفية.

هكذا فإن شبه الغياب لمثل هذه الممارسات الفصلية التي أشرنا إليها، هو الذي يساهم بقدر كبير في ضعف القدرات المنهجية لدى التلميذ في الإنشاء الفلسفي. فتجد هذا التلميذ يميل كلية إلى الاستظهار ومراكمة المعلومات الجاهزة دون قدرة على الإبداع الذاتي، أو ممارسة أفعال التحليل والاستنتاج والتركيب التي تتطلبها الكتابة الإنشائية الفلسفية.

صحيح أن هناك عوامل ذاتية تتعلق بطبيعة التلميذ المغربي وضعف القراءة لديه، وارتباط ذلك بالمحيط السوسيوثقافي الذي لا يشجع على المطالعة والتفكير العقلاني، لكن بالرغم من ذلك يجب في نظري مراجعة أساليب تدريسنا كأساتذة فلسفة والعمل على تطويرها بما يتماشى وروح التفكير الفلسفي، لكي نساهم بما نستطيع القيام به من أجل ترسيخ قواعد المنهج الفلسفي لدى التلاميذ مما سينعكس إيجابيا على ممارستهم لفعل الكتابة الفلسفية.

منقول .
...تابع القراءة

كيف تكتب موضوعا متماسكا وفق مقتضيات القراءة المنهجية




اقرأ الموضوع إن كنت مهتما فسنعود لمعالجته وفق ما تقتضيه القراءة المنهجية المطلوبة في صياغة موضوع إنشائي في امتحانات الباكالوريا .

نص الانطلاق :
الدهر يفجع بعد العين بالأثر
فما البكاء عن الأشباح والصور ؟ *

فلنبدأ في التحليل مطبقين المبادئ التي تقدمت .. ومنها أن الشعر عبارة عن تشاكل وتباين . وسنشرع نحلل مبتدئين من الأخص إلى الأعم .
إن أول ما ندركه من التشاكلات هو الأصوات ، وكثير منها يرجع إلىحيز واحد هو الحلق ( أ ، هـ ، ع ، ح ) . وهي تدل هنا على معنى أساسي هو الحزن والزجر ....
إذا تجاوزنا علاقة الصوت بالمعنى إلى المعجم فإننا نجد الشاعر قد استقاه من مدونة الغرض . وقد تحكم في حضور كلماته مبدأ التداعي بالمقاربة . ف ’’ العين ‘‘ دعت ’’ الأثر ‘‘ و ’’ الأشباح ‘‘ استدعت ’’ الصور ‘‘ .. فالذاكرة قامت بدور أساسي في هذا التجميع لكلمات معروفة لدى المتلقي أيضا ولذلك جاءت مصحوبة ب ’’ ال ‘‘ .. بيد أن الأصوات وما توحي به من معان ، والمعجم ومفرداته لا يكفيان في فهم الشعر وكشف أسراره وإنما يجب أن يصاغا في تركيب .
إن الرتبة الطبيعية في اللغة العربية هي : ( الفعل + الفاعل + المفعول به ) و ( المبتدأ + الخبر ) و( الصفة + الموصوف ) . وإذا وقع غير هذا الترتيب فإن هناك تشويشا في الرتبة يحتاج إلى تأويل . ولذلك فإن تركيب ’’ الدهر يفجع ‘‘ جاء على غير الأصل ، لأن هدف الشاعر من تقديم الدهر هو ان يجعله موضوعا متحدثا عنه وما يتلوه تعليقا عليه .. كما أن الأصل في الاستفهام هو طلب العلم ، لكن الشاعر لا يقصد ذلك ، وإنما يريد التوبيخ والتقريع . وهكذا فإن الجملة الخبرية / الجملة الإنشائية أحدثا توترا تركيبيا في البيت يعكس صراعا بين : الشاعر / المتلقي ، وبين الدهر / الإنسان .
ومهما يكن ، فإن هناك خرقا على مستوى التركيب نراه في :
- تشويش الرتبة
- الاستفهام المجازي الذي يعني النهي ( لا تبك ) .
- الإسناد المجازي في ’’ الدهر يفجع ‘‘ . إذ مقومات الدهر : [ + زمان ] ، [ + غير محدود ] ، [ + مجرد ] ، [ + مؤذ ] ، [ - إنسان ] . ويفجع [ + فعل مضارع ] ، [ + فاعله حي ] .
- حذف المفعول ، إذ ’’ يفجع ‘‘ فعل متعد ، ولكنه حذف لتحقيق عمومية الخطاب
- استعمال فعل استمراري خال من الزمن
إن أسباب هذا الخرق يمكن ان تلتمس في الآليات النفسية والاجتماعية التي تتحكم في الشاعر وتسيره .
فذاكرته وتجربته الثقافية وتقاليد الفن ونوع اغلمتلقي حدت من حريته وجعلته يتحرك ضمن معالم معروفة ... ففي البيت ألفة تطمئن المتلقي وتجعله يعتقد انه يعيش بين ’’ معارفه ‘‘ ، وغربة تجعله يتوجس خيفة مما هو مقبل عليه .. ولكن الغرابة نسبية . فقد يمر بعض القراء بهذا البيت ولا يلمح فيه شيئا غير مألوف .. في حين أننا نحن نرى فيه غرابة راجعة إلى حياة الشاعر الخاصة .
وهكذا يمكن لنا أن نخمن أن الشاعر قدم بيته وهو في حالة نفسانية غير سوية ..

محمد مفتاح ، تحليل الخطاب الشعري ، استراتيجية التناص ، ص ص 175 ، 176 ،177 ، 178 بتصرف


المطلوب إنجازه

اكتب موضوعا متسقا تنجز فيه ما يلي :

1 – ضع تصورا عن النص من خلال البيت الشعري والفقرة الأولى .
2 – أبرز مظاهر الخرق على مستوى التركيب في البيت الشعري مع الشرح
3 – أبرز بماذا أول الناقد هذا الخرق
4 – تتبع الخطوات المنهجية للناقد مبينا مستويات القراءة والموقف من النص الأدبي
5 – استخلص المفاهيم النقدية التي توسل بها الناقد وبين من خلالها الخلفية المرجعية للنموذج الذي يتبناه .
6 – أبرز مظاهر اتساق النص ( الربط بين الجمل ، بين الفقرات ) .
أبرز مظاهر انسجامه ( السياق ، التأويل المحلي ، التغريض ، الإطار ، المدونة ) .

* البيت مطلع لقصيدة ابن عبدون في رثاء الممالك ( الأندلس ) .

اقرأ الموضوع إن كنت مهتما فسنعود لمعالجته وفق ما تقتضيه القراءة المنهجية المطلوبة في صياغة موضوع إنشائي في امتحانات الباكالوريا .

...تابع القراءة

إصدار مترجم لممدوح عدوان



إصدار مترجم لممدوح عدوان  إصدار مترجم لممدوح عدوان إصدار



صدر مؤخرا ضمن إصدارات مجموعة مسارح الشارقة كتاب "الشاعر في المسرح" تأليف الكاتب الإنجليزي رونالد بيكوك (1907-1993) وترجمة عن الإنجليزية للشاعر والمسرحي السوري الراحل ممدوح عدوان (1941-2004).
جاء الكتاب -الذي لم تصدر له أي طبعة من قبل- في 280 صفحة من القطع المتوسط، ويعد واحدا من المراجع الأكاديمية الهامة في الدراسات المسرحية، حيث يقوم رونالد بيكوك بتقصي العلاقة الجدلية والتاريخية التي تربط الشعر بالمسرح، وذلك عبر دراسة أعمال كبار المسرحيين الذين عرفوا أيضا شعراء بارزين أمثال ت.س. إليوت، وهنري جيمس، وغريلبارتسر، وبرنارد شو، وهيبل، وغوته، وإبسن، وغيرهم.
يشكل الكتاب دراسة أكاديمية موسعة ومكثفة في الوقت نفسه عن حقيقة الكمال الشعري في المسرح منذ القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن العشرين، وهي دراسة لا تتوخى كما يبدو من سياقها أن "تعيد التعريف بأهمية الشعر في المسرح، فهذا الأمر يبدو متجاوزا في دراسة بيكوك للنماذج المختارة، وإنما التأكيد على قدرة الشعر على أن يحافظ على قوته وصفائه رغما من العناصر الكثيرة الموجودة في الدراما، وتحديدا الحكاية، والحبكة، والحوار، والشخصيات، بالإضافة إلى تحديات كثيرة، مثل المواضيع وأساليب الطرح.
ويوضح مؤلف الكتاب تناوله تلك القضايا بالقول "حاول القليل من الكتاب أن يحافظوا على الكمال الشعري أمام المزاحمات الداخلية والخارجية. فمن الخارج كانت هناك الرواية والشعر الغنائي، ومن الداخل كان هناك الدراما الواقعية النثرية التي كان موضوعها، عامة النقد الاجتماعي أو الأخلاقي لحياة الطبقة الوسطى، وكان هناك، طبعا، التأثير المؤذي للروح التجارية في المسرح"، حسب ما جاء في مقدمة الكتاب.
يشتمل بحث بيكوك في هذا الكتاب على مقاربات لمجمل العلاقات التي جعلت الشعر ذا أهمية خاصة في الدراما، كما جعلت من مقاربة الشاعر للمسرح نوعا من فتح الآفاق أمام الدراما نفسها، فهو يتطرق إلى الأساليب الشعرية في قدرتها على تناول مواضيع خالدة، مثل الموت والحياة والحب والكراهية وغيرها، والمواضيع الاجتماعية والطبقية في الوقت نفسه.
وإلى ذلك يتعرض بيكوك إلى قدرة الشاعر على التخفف من مهام النقد المباشرة، ما يجعل عمله في المسرح بعيدا عن الأيديولوجيا، وهو ما يتضح في أكثر من فصل في فصول الكتاب، خاصة مع إليوت الذي يجد المؤلف أنه قام بتجديد الشعر والمسرح معا "مع إليوت هناك تراجع عن تصور الشعر بأنه التعبير الصادر عن الفرد الفوضوي الحساس، وعودة إلى مفهوم أوسع للشعر على أنه تقديم الأفعال الإنسانية مع انعكاساتها في المجتمع الشعري".

الموضوع الأصلي: إصدار مترجم لممدوح عدوان || الكاتب: نادية جمال || المصدر: منتدى باجة 
...تابع القراءة