وإذا المنية أنشبت أظفارها - - - - ألفيت كل تميمة لا تنفع
فمن قائل هذا البيت وما المناسبة ؟
الجواب :
البيت لأبي ذؤيب الهذلي في قصيدة يرثي فيها مصرع أبنائه الخمسة بسبب الطاعون ومطلعها :
البيت لأبي ذؤيب الهذلي في قصيدة يرثي فيها مصرع أبنائه الخمسة بسبب الطاعون ومطلعها :
أَمِـنَ الـمَنونِ وَريـبِها تَتَوَجَّعُ - - - وَالـدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ
لكن كتاب الأمالي للقالي يذكر عن الحجاج أشعارا وأقولا قالها عند دنو أجله .
فلما حضرته الوفاة وأيقن بالموت قال : أسندوني ، وإذن للناس فدخلوا عليه ، فذكر الموت وكربه ، واللحد ووحشته والدنيا وزوالها والآخرة وأهوالها وكثرة ذنوبه وأنشأ يقول :
فلما حضرته الوفاة وأيقن بالموت قال : أسندوني ، وإذن للناس فدخلوا عليه ، فذكر الموت وكربه ، واللحد ووحشته والدنيا وزوالها والآخرة وأهوالها وكثرة ذنوبه وأنشأ يقول :
إن ذنبي وزن السماوات والأر - - - - ض وظني بخالقي أن يحابي
فلئن من بالرضى فهو ظني - - - - ولئن مر بالكتاب عذابي
لم يكن ذاك منه ظلما وهل يظ - - - - لم رب يرجى لحسن المآب
فلئن من بالرضى فهو ظني - - - - ولئن مر بالكتاب عذابي
لم يكن ذاك منه ظلما وهل يظ - - - - لم رب يرجى لحسن المآب
وبكى وبكى معه جلساؤه ، ثم أمر الكاتب أن يكتب إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان : أما بعد فقد كنت أرعى غنمك وأحوطها حياطة الناصح الشفيق برعية مولاه ، فجاء الأسد فبطش بالراعي ومزق المرعي كل ممزق ، وقد نزل بمولاك ما نزل بأيوب الصابر ، وأرجو أن يكون الجبار أراد بعبده غفرانا لخطاياه وتكفيرا لما حمل من ذنوبه : ثم كتب في آخر الكتاب :
إذا ما لقيت الله عني راضيا - - - - فإن شفاء النفس فيما هنالك
فحسبي بقاء الله من كل ميت - - - - وحسبي حياة الله من كل هالك
فإن مت فاذكرني بذكر محبب - - - - فقد كان جما في رضاك مسالكي
وإلا ففي دبر الصلاة بدعوة - - - - - يلقى بها المسجون في نار مالك
عليك سلام الله حيا وميتا - - - - - ومن بعد ما تحيا عتيقا لمالك
فحسبي بقاء الله من كل ميت - - - - وحسبي حياة الله من كل هالك
فإن مت فاذكرني بذكر محبب - - - - فقد كان جما في رضاك مسالكي
وإلا ففي دبر الصلاة بدعوة - - - - - يلقى بها المسجون في نار مالك
عليك سلام الله حيا وميتا - - - - - ومن بعد ما تحيا عتيقا لمالك
ثم دخل عليه أبو المنذر يعلى بن مخلد المجاشعي وقال له : كيف ترى ما بك يا حجاج من غمرات الموت وسكراته ؟ فقال : يا يعلى غما شديدا وجهدا جهيدا وألما مضيضا ونزعا جريضا وسفرا طويلا وزادا قليلا ، فويلي ويلي إن لم يرحمني الجبار . فقال أبو المنذر : ياحجاج إنما يرحم الله من عباده الرحماء الكرماء أولي الرحمة والرأفة والتحنن والتعطف على عباده وخلقه ، أشهد أنك قرين فرعون وهامان لسوء سيرتك وترك ملتك وتنكبك عن قصد الحق وسنن المحجة وآثار الصالحين ، قتلت صالحي الناس فأفنيتهم وأبرت عترة التابعين فتبرتهم وأطعت المخلوق في معصية الخالق ، وهرقت الدماء .....
فرفع الحجاج رأسه إليه وأنشد يقول قبل موته :
فرفع الحجاج رأسه إليه وأنشد يقول قبل موته :
رب إن العباد قد أيأسوني - - - - ورجائي لك الغداة عظيم
وشبيه بهذا البيت قول ذي الرمة حين أحس بالموت :
يارب قد أشرفت نفسي وقد علمت - - - - علما يقينا لقد أحصيت آثاري
يا قابض الروح عن نفسي إذا احتضرت - - وغافر الذنب زحزحني عن النار
يا قابض الروح عن نفسي إذا احتضرت - - وغافر الذنب زحزحني عن النار
ولعل أحسن رد يقال للحجاج وهو يستغفر هو قول محمود الوراق :
يا غافلا ترنو بعيني راقد - - - - - ومشاهدا للأمر غير مشاهد
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي - - - - - درك الجنان بها وفوز العابد
ونسيت أن الله أخرج آدما - - - - - منها إلى الدنيا بذنب واحد
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي - - - - - درك الجنان بها وفوز العابد
ونسيت أن الله أخرج آدما - - - - - منها إلى الدنيا بذنب واحد
ولعل الحجاج كان يقول في نفسه ما قاله أبو نواس :
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل - - - - خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة - - - - ولا أن ما يخفى عليك يغيب
لهونا لعمر الله حتى تراكمت - - - - - ذنوب على آثارهن ذنوب
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى - - - - فيأذن في توباتنا فنتوب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة - - - - ولا أن ما يخفى عليك يغيب
لهونا لعمر الله حتى تراكمت - - - - - ذنوب على آثارهن ذنوب
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى - - - - فيأذن في توباتنا فنتوب
0 comments
Enregistrer un commentaire