إرشادات ضرورية لتحرير الموضوع وفق المواصفات المطلوبة

vendredi 17 juin 2011


الآن وقد جمعنا كافة المعطيات نشرع في كتابة الموضوع .
علينا أن نراعي ما يلي .
- تجنب وضع أرقام أو عناوين للأفعال المطلوب إنجازها لأننا سنكون بصدد تحرير موضوع متماسك وليس مجرد إنجاز أفعال مستقلة ،
- عند الانتهاء من إنجاز الفعل الأول نضع نقطة ونعود إلى السطر ونشرع في إنجاز الفعل الثاني وهكذا حتى ننهي إنجاز جميع الأفعال ،
- نحرص دائما على البدء بجملة دالة على ما نفعله أو ننوي فعله ويستحسن أن نكرر جملة الفعل المطلوب ، ( أبرز بماذا أول الناقد الخرق = وقد أول الناقد هذا الخرق .... ) مثلا
- نحرص على تجنب الأخطاء اللغوية والتعبيرية ،
- نحرص على إتمام الجملة قبل الانتقال إلى الجملة الموالية ،
- نحرص على الربط بين الجمل ،
- نحرص على الربط بين الفقرات ،
- نحرص على إنجاز كل الأفعال المطلوبة منا ،
- نحرص على إعادة قراءة الموضوع قبل تسليم الورقة إلى اللجنة المكلفة بحراسة الامتحان ،
- نحرص على نظافة ورقة الامتحان بتجنب الشطب ،
- نحرص على وضوح الخط لأن الخط غير المقروء يستحق صفرا ،
- نحرص على ترك سطر فارغ بين الأسطر التي نكتب عليها إن كان الخط رديئا أو تصعب قراءته ،
- نحرص على الاعتماد على الذات لأننا غالبا ما ننقل الخطأ ..
بالتوفيق إن شاء الله .


...تابع القراءة

تجميع المعطيات لكتابة موضوع من خلال نص مذيل بأسئلة أو أفعال مطلوب إنجازها

نشتغل على النص الموجود على النص التالي ( انقر هنا ) .

المرحلة الأولى هي تجميع المعطيات التي تفرضها كتابة الموضوع .
نفترض أننا قرأنا النص أكثر من مرة ووقفنا على مضمونه لأن هذه العملية تشكل نصف الإنجاز المطلوب منا .
الآن سنعمد إلى فتح بطاقة خاصة بكل فعل علينا إنجازه .
البطاقة الأولى .
الفعل الأول المطلوب إنجازه هو وضع تصور عن النص من خلل البيت الشعري والفقرة الأولى ( وضع تقديم مناسب لدراسة النص ).
ملاحظتنا تقودنا إلى إدراك وجود خطابين لغويين أحدهما شعري ( بيت لابن عبدون في قصيدة يرثي فيها الوجود العربي في الأندلس ) والآخر نثري ( كلام محمد مفتاح ) .
إذا حاولنا الربط بينهما سنخلص إلى أن النثر وصف للشعر وأن مجال اشتغاله هو اللغة ( البيت ) وبذلك نخلص أيضا إلى أن وظيفة النص ميتالغوية .
ومن خلل ملاحظة ورود كلمة ’’ التحليل ‘‘ في الفقرة الأولى نستطيع التأكيد على أن النص قراءة نقدية تحليلية لبيت شعري .
الطبيعة النقدية للنص تفرض علينا أن نتساءل عن المنهج الذي يعتمده الناقد في هذه القراءة وعن المعرفة الخلفية التي ينطلق منها .
الفعل الأول المطلوب إنجازه إذن هو تحديد طبيعة النص وطرح إشكالية المنهج وإطاره المرجعي .
لدينا إمكانيتان :
إما أن نضمن إنجازنا حديثا عن تطور النقد العربي بفعل الاحتكاك بالغرب وإما أن نكتفي بما أدركناه من خلل ملاحظة النص دون محاولة وضعه في سياق تطور النقد العربي .
الخيار الأول غير مقبول لأنه يجرنا إلى استظهار معارفنا المسبقة عن النقد العربي بينما الثاني يجعلنا نتعامل مع النص وهو معزول عن سياقه وهنا فقط تبدو قدرتنا على التحليل .
لنضع البطاقة الأولى جانبا ولنشرع في تجميع المعطيات التي نحتاجها لملء البطاقة الثانية .
البطاقة الثانية .
الفعل الثاني المطلوب إنجازه هو إبراز مظاهر الخرق في البيت الشعري كما أبرزها الناقد مع شرحها . وهذا الفعل يروم معرفة مدى قدرتنا على فهم النص واستيعابه قبل الشروع في تحليله .
مظاهر الخرق كالتالي :
- تشويش الرتبة وذلك حين قدم الشاعر الفاعل على الفعل متخطيا بذلك الرتبة الأصلية للغة العربية ( فعل + فاعل + مفعول به ) . وهذا التشويش يحتاج إلى تأويل وقد أوله الناقد برغبة الشاعر في جعل الفاعل ( الدهر ) موضوعا لحديثة وما يليه تعليقا عليه .
- توظيف الشاعر لأسلوب الاستفهام بقوته الإنجازية المستلزمة .. فهو لا ينتظر من المستفهم ( المسؤول ) جوابا عن سؤاله ، بل ينهاه عن البكاء بما أنه لا يجدي ( لا داعي للبكاء ).
- أسند الشاعر فعل ’’ يفجع ‘‘ للدهر مما أحدث توترا في البيت .. ففاعل الفعل حي والدهر ليس كذلك .
- حذف الشاعر المفعول به للفعل يفجع متخطيا بذلك صفة التعدية الملازمة له .. وهذا تشويش ثان يحتاج إلى تأويل .. وقد أوله الناقد برغبة الشاعر في تحقيق عمومية الخطاب .. أي الدلالة على أن الدهر لا يفجع الإنسان وحده وإنما يفجع كل شيء .
- وظف الشاعر فعل يفجع خارج إطار الزمن لكي يدل على أن الدهر كان يفجع وما يزال يفجع وسيظل يفجع .. الفجيعة ملازمة لفعل الدهر .
لندع هذه البطاقة إلى جانب سابقتها ونشرع في تجميع المعطيات التي تتطلبها البطاقة الثالثة .
البطاقة الثالثة .
هذا الفعل يتوخى معرفة قدرتنا على تحديد أسباب الخرق في البيت الشعري كما يراها الناقد .
أول الناقد الخرق ( حدد أسبابه ) بالعوامل النفسية والاجتماعية المحيطة بإنتاج البيت . وهذه العوامل هي :
- ذاكرة الشاعر التي جمعت كلمات معروفة لديه ولدى المتلقي ( العين ، الأثر والصور ) .
- التجربة الثقافية للشاعر التي تتمثل في درايته بمفهوم العين والأثر والصور .
العين = الفكرة ( فكرة القلم مثلا ) ، الأثر = تجسدها ( تحول الفكرة إلى مادة ( القلم كجسم )) ، الصور = أمثالها ( كل الأقلام التي تشبه ذلك القلم المجسد ) .
- تقاليد الفن أيضا تحكمت في الشاعر حين استقى معجمه من مدونة الرثاء ( الدهر ، يفجع ، البكاء ، العين ، الأثر ، الصور ) .
- المتلقي بدوره كان له تأثير في الشاعر ويبدو ذلك من خلل ورود كلمات : العين والأثر والأشباح والصور مقرونة بأداة التعريف ( معروفة ليست نكرة لدى المتلقي ) .
هذه العوامل ضيقت من هامش حرية الشاعر وجعلته يطرق معان معروفة لدى المتلقي .
لندع هذه البطاقة بدورها جانبا ولنعمل على إعداد معطيات البطاقة الرابعة .
البطاقة الرابعة .
الفعل المطلوب إنجازه هو بيان مستويات القراءة النقدية للبيت والموقف من النص الأدبي ككل وذلك من خلل تتبع الخطوات المنهجية التي اتبعها .
انطلق الناقد في دراسته للبيت الشعري من الخاص إلى العام أي من الجزء إلى الكل .
فقد بدأ بالأصوات ( الحروف ) واستنطق دلالاتها ليخلص إلى إحالتها على معنى الحزن والزجر .
بعدها انتقل إلى دراسة المعجم الذي وجد أن ذاكرة الشاعر هي من قام باستدعائه وفق مبدإ التداعي ( تذكير شيء بشيء ) .
ولأن الناقد يرى أن الأصوات والمعجم لا يسعفان وحدهما في الكشف عن أسرار الشعر وخباياه ، ينتقل إلى دراسة طبيعة الجملة في البيت ( المستوى التركيبي ) .
مستويات القراءة إذن هي : الأصوات ، المعجم ، التركيب .
بالتركيز على دراسة البيت من خلل هذه المستويات يتبين أن القراءة التي يقدمها الناقد للبيت قراءة من الداخل تسعى إلى الكشف عن المعنى وبنائه بالاعتماد على لغة النص ولا شيء غير لغة النص .
لكن الناقد لم يتوقف عند حدود اكتشاف المعنى وإنما حاول ( خمن ) أن يبحث في الأسباب والعوامل التي تحكمت في إنتاجه ( الكشف عن معنى المعنى ) ولهذه الغاية استدعى الشروط الاجتماعية والنفسية والثقافية والتواصلية من خارج النص وعلى ضوئها أول دلالة البيت .
من هنا يبدو موقف الناقد من النص الأدبي الشعري خصوصا .
فهو يرى فيه بنية لغوية دالة ولذلك تعامل معه كلغة قوامها الأصوات والكلمات والجمل التي تنتظم في شكل ما لتعبر عن معنى ما .
النص = أصوات + معجم + تركيب + دلالة .
كما يرى أن هذه البنية مفتوحة على محيطها الخارجي الذي يتمثل في :
الشروط الاجتماعية والنفسية والثقافية ولذلك فلا بد من البحث في هذه الشروط وتفسير معنى النص على ضوئها .
بالبحث في العوامل المتحكمة في إنتاج المعنى تكون القراءة قد انتقلت من داخل النص إلى خارجه .
القراءة الداخلية إذن تتوخى الكشف عن المعنى والخارجية تتوخى الكشف عن معنى المعنى .
لندع هذه البطاقة ونجمع المعطيات التي تتطلبها البطاقة الخامسة .
البطاقة الخامسة .
الفعل المطلوب إنجازه هنا هو دراسة النص من حيث قابليته للفهم والتأويل ومن حيث قدرة المتلقي وأهليته القرائية .
ا – مظاهر الاتساق .
الربط بين الجمل :
سنعمل على الفقرة الأولى التي سنقطعها إلى جمل بسيطة ( حمول ) لبيان كيفية الربط بينها .
ج 1 - فلنبدأ في التحليل مطبقين المبادئ
ج 2 - التي تقدمت .
الجملتان مترابطان عن طريق الإدماج لأن الثانية بحكم كونها جملة موصولية ( يتصدرها اسم موصول ) مدمجة في الأولى .
الأولى حمل مدمج ( بكسر الميم الثانية ) والثانية حمل مدمج ( بفتح الميم الثانية ) .
ج 3 - ومنها أن الشعر عبارة عن تشاكل وتباين
هذه الجملة معطوفة على سابقتها المركبة من الحمل المدمج والمدمج بالواو . وترتبط بها أيضا عن طريق الإحالة بواسطة الضمير ( ها ) في منها .
ج 4 - وسنشرع نحلل مبتدئين من الأخص إلى الأعم
بالإضافة إلى واو العطف ترتبط هذه الجملة بسابقتها عن طريق التكرار . في الأولى نجد كلمة ’’ التحليل ‘‘ وفي الثانية نجد كلمة ’’ نحلل ‘‘ .
ج 5 - إن أول ما ندركه من التشاكلات هو الأصوات .
هذه الجملة ترتبط ب ج 3 عن طريق التكرار بالاشتقاق . في ج 3 نجد كلمة ’’ تشاكل ‘‘ وفي ج 5 نجد كلمة ’’ التشاكلات ‘‘.
ج 6 – وكثير منها يرجع إلى حيز واحد هو الحلق .
وبالإضافة إلى الربط بواسطة واو العطف نجد ربطا بواسطة الإحالة بالضمير ( ها ) في منها والذي يعود على الأصوات التي ورد ذكرها في ج 5 .
ج 7 – وهي تدل هنا على معنى أساسي هو الحزن والزجر .
الربط بواسطة الواو العاطفة وبواسطة الإحالة بالضمير ( هي ) الذي يعود دائما على الأصوات .
نخلص إلى أن الربط بين الجمل وكما رأينا من خلل الفقرة الأولى قد تم بالآليات التالية :
العطف ، الإدماج ( الحمل الموصولي ) الإحالة بواسطة الضمير ، التكرار بالاشتقاق .
الربط بين الفقرات :
ف 1 - : ’’ ... الزجر ‘‘ .
ف 2 - : ’’ ... تركيب ‘‘
ترتبط ف 2 ب ف 1 عن طريق التكرار حيث نجد في بداية ف 2 كلمة ’’ الصوت ‘‘ وهي مفرد ’’ الأصوات ‘‘ التي وردت في ف 1 ، كما نجد تكرار كلمة ’’ المعنى ‘‘ في الفقرتين معا .
ف 3 - : ’’ .... الدهر / الإنسان ‘‘
هذه ترتبط بالفقرة 2 عن طريق الإضافة والتوسع .. ففي ف 2 أكد الناقد أن الأصوات والمعجم ليسا كافيين في فهم الشعر إذ يحتاجان إلى أن يصاغا في تركيب .. والحديث عن التركيب يقتضي الحديث عن الرتبة الطبيعية في اللغة العربية . وهكذا نجد الفقرة 3 ترتبط بالفقرة 2 حيث تتعرض للجانب التركيبي في النص .
ف 4 - : ’’ .... من الزمن ‘‘
هذه الفقرة تشرح مظاهر الخرق التي تحدث عنها الناقد في الفقرة 3
ف 5 – ’’ ... غير سوية ‘‘
ترتبط ب ف 4 عن طريق التكرار إذ نجد كلمة ’’ الخرق ‘‘ تتكرر فيهما معا ، وترتبطان عن طريق التفسير حيث تفسر ف 5 ما ورد في ف 4 .
في ف 4 نجد مظاهر الخرق وفي ف 5 نجد أسباب الخرق .
ب – مظاهر الانسجام :
1 – السياق :
سياق التأليف .
نميز فيه بين سياق عام يتمثل في تسارع إيقاع تطور النقد الأدبي والبحث عن نموذج نقدي قادر على استيعاب كل أنماط الخطاب بما فيها الخطاب السياسي والإشهاري .
سياق خاص يتمثل في اهتمام محمد مفتاح كناقد بتطوير نموذج نقدي أكثر جرأة في دراسة النص الإبداعي .
سياق التلقي :
النص موجه للمتلقي الذي سبق له أن قرأ كتاب محمد مفتاح ’’ تحليل الخطاب الشعري ، استراتيجية التناص ‘‘ وخاصة الشق النظري منه حيث يتحدث عن النموذج الذي يعتمده ويقدم تصوره عن النص الشعري .
يعني هذا أن المتلقي مطالب بمعرفة مجموعة من المبادئ النظرية والموافقة على وجاهتها لكي يتابع مع الناقد رحلته في تحليل البيت .
2 – التغريض :
النص كما رأينا من خلل إنجاز الفعل الأول ( البطاقة الأولى ) دراسة نقدية لبيت شعري تعتمد منهجا محددا ..
3 – التأويل :
لنأخذ الجملة الأولى ..
فلنبدأ في التحليل مطبقين المبادئ التي تقدمت .
الناقد لم يقل ’’ لنبدإ في تحليل هذا البيت ‘‘ ، وإنما قال في ** التحليل ‘‘ دون أن يحدد موضوع عملية التحليل .
والمتلقي هنا لا يمكن أن يفهم بأن الناقد سيبدأ في تحليل أي شيء أو في تحليل نص آخر ، وإنما في تحليل البيت الذي يتصدر النص .
كذلك حين يقول ’’ التي تقدمت ‘‘ فهو لا يحدد أين تقدمت * أي لا يحدد أين تحدث عنها لكن المتلقي يستطيع أدراك تقدمها في الفصول السابقة عن الفصل الذي اقتطف منه النص .
كذلك حين يقول ** استعمال فعل استمراري خال من الزمن ‘‘ لم يحدد ما هو هذا الفعل ، لكن المتلقي يستطيع أن يدرك أنه هو ’’ يفجع ‘‘ لأنه هو الفعل الوحيد في البيت .
الإطار :
يحيلنا هذا النص على مجموعة من الأطر منها ما يؤطر القراءة الداخلية للنص ومنها ما يؤطر القراءة الخارجية .
الأطر المؤطرة للقراءة الداخلية :
هي نفسها الأطر المعرفية التي تؤطر النقد البنيوي والتي تضمنها الجدول المقارن بين المناهج ( انقرهنا ) .
أما الأطر التي تؤطر القراءة الخارجية فهي متعددة أيضا يمكن تلمسها في الجملة التالية ’’ إن أسباب هذا الخرق يمكن أن تلتمس في الآليات النفسية والاجتماعية التي تتحكم في الشاعر وتسيره ‘‘
نجد علم الاجتماع الأدبي إذن وعلم النفس .
كذلك نجد نظرية التلقي وذلك واضح من خلل قول الناقد ’’ فذاكرته وتجربته الثقافية وتقاليد الفن ونوع المتلقي حدت من حريته .
المدونة :
استند الناقد إلى مدونتين :
الأولى مدونة القراءة من الداخل ( مدونة المعنى ) ، وتتضمن ثلاث مدونات .
مدونة الأصوات ، مدونة المعجم ، مدونة التركيب .
الثانية مدونة القراءة من الخارج ( مدونة معنى المعنى ) ، وفيها عمد إلى البحث في الأسباب التي تحكمت في الشاعر وسيرته .
الآن نكون قد جمعنا كل المعطيات التي نحتاجها في تحرير الموضوع وفق ما تقتضيه القراءة المنهجية وما يقتضيه امتحان الباكالوريا .
يتبع .


...تابع القراءة