مدينة الطيبة الفلسطينية

mercredi 25 mai 2011


مدينة الطيبة الفلسطينية   مدينة الطيبة الفلسطينية مدينة الطيبة

تعد الطيبة ثالث أكبر المدن العربية داخل الخط الأخضر وثاني أكبر مدينة بمنطقة المثلث شمال فلسطين المحتلة عام 1948.
ترتفع المدينة ما بين 75-150 مترا فوق سطح البحر، بينما تقدر مساحة أراضيها بنحو 19 ألف دنم، و يبلغ عدد سكانها حوالي أربعين ألف نسمة كلهم من العرب ويشكل المسلمون غالبيتهم الساحقة.
كانت الطيبة زمن الانتداب البريطاني تتبع مدينة طولكرم (الضفة الغربية) أما الآن فتقع ضمن المقاطعة الوسطى وفق التقسيم الإسرائيلي بعد الاحتلال عام 1948.
سقطت أغلبية أراضي المدينة فريسة قانون أملاك الغائبين الذي تستولي إسرائيل بموجبه على الأراضي بدعوى غياب أصحابها المهجّرين.
ومن أبرز معالم المدينة: العلية (بناية من العصر العثماني) وشجرة سنديان يقال إنها الأكبر في فلسطين حيث يبلغ قطرها 690 سم، ويقدر عمرها بأكثر من 1400 سنة.
ولم تسلم الطيبة -مثل باقي المدن الفلسطينية- من سياسة الهدم الإسرائيلية، إذ يتلقى المواطنون باستمرار إخطارات لهدم منازلهم بحجة البناء دون ترخيص، علما بأن عدد البيوت غير المرخصة بالمدينة تقدر بنحو 1200 منزل.
وهي تتمتع بأراض زراعية خصبة، إذ قدرت مساحة الأراضي المزروعة بالحمضيات سنة 1945 بنحو 1300 دنم، وتلك المزروعة بالحبوب بنحو خمسة آلاف دنم، في حين تم الاستيلاء حتى 1972 على نحو 27 ألف دنم من أراضيها لصالح المستوطنات.


الموضوع الأصلي: مدينة الطيبة الفلسطينية || الكاتب: منتدى باجة || المصدر: منتدى باجة 
...تابع القراءة

مدينة أم الفحم الفلسطينية




مدينة الفحم الفلسطينية   مدينة الفحم الفلسطينية مدينة الفحم


يقال إن أحد أسباب تسمية "أم الفحم" الفلسطينية داخل الخط الأخضر بهذا الاسم هو الفحم الذي كان ينتج في المدينة بكثرة ويعد أحد أهم مصادر رزق السكان، وعرف به تجار المدينة أيضا سنوات طويلة.
تقع المدينة -التي يطلق عليها أيضا أم النور- وفق التقسيم الإداري الإسرائيلي ضمن منطقة حيفا، وأصبحت منذ 1985 مدينة معترفا بها.
تتمتع أم الفحم، التي تبعد نحو 25 كلم غرب جنين شمال الضفة الغربية، ببيئة جميلة وكثرة الأشجار والغابات المحيطة بها والتي شكلت في كثير من المراحل مصادر رزق لكثير من أهالي المدينة، وخاصة صناعة الفحم والأخشاب.
تغيرت حدودها أكثر من مرة حتى احتلالها عام 1948، فكان مسطح أراضي أم الفحم يصل إلى 145 ألف دونم، ولم يعد يتجاوز في يومنا هذا 27 ألفا بفعل المصادرات والضغوط التي يمارسها الاحتلال، وخاصة الاستيطان الذي حاصر المدينة.
تقع أم الفحم على الشارع الرئيسي المؤدي من مدينة الخضيرة إلى مدينة العفولة، ويحدها من الشمال بلدة العفولة، ومن الشمال الشرقي بلدة رمانة، ومن الشمال الغربي قرية لد العرب أو لد العوادين، ومن الشرق قرية عانين، ومن الجنوب الشرقي قرية عرعرة، ومن الجنوب الغربي قرية الكفرين وقرية المنسي.
وتُعد جبال أم الفحم امتدادا لسلسلة جبال نابلس التي تمتد شمالا حتى مرج ابن عامر، ومن الجنوب حتى جبال القدس، وهي مكونة من العديد من المرتفعات والتلال المحيطة بالبلدة من كل جوانبها أشهرها جبل إسكندر وارتفاعه 521 مترا عن سطح البحر.
وتطور عدد سكان المدينة من حوالي 5500 نسمة عام 1945 إلى ما يزيد على 44 ألفا عام 2008، ومن أبرز عائلاتها: اغبارية وجبارين ومحاجنة ومحاميد.
تحتضن أم الفحم بشكل أساسي نشاط الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني، ومنها ينحدر مؤسس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح.
...تابع القراءة

مدينة الناصرة الفلسطينية



مدينة الناصرة الفلسطينية   مدينة الناصرة الفلسطينية مدينة الناصرة


تقع مدينة الناصرة الفلسطينية، وتتبعها مجموعة قرى، شمال الأراضي المحتلة عام 1948، وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو أربعمائة متر.
تعد واحدة من أجمل المدن الفلسطينية، حيث تشرف على سهل مرج ابن عامر في الجنوب وترتفع عنه نحو ثلاثمائة متر.
وتزايد عدد سكان الناصرة من حوالي 22 ألفا و500 نسمة عام 1922 إلى نحو 75 ألفا عام 2008، وتشير بعض التقديرات إلى أن نسبة المسلمين فيها تصل إلى حولي 69%، بينما يقدر متوسط الدخل الشهري للفرد بنحو 1200 دولار أميركي.
وكشفت الحفريات عن آثار السكان بالمدينة منذ العصرين البرونزي والحديدي، كما تحتل مكانة خاصة في قلوب المسيحيين، حيث لا تقل أهميتها عن أهمية مدينة القدس، وبها عدد من الكنائس على رأسها كنيستا البشارة والبلاطة.
وذُكر اسم الناصرة بالعهد الجديد، مما يشير إلى مكانتها لدى المسيحيين، ووفق بعض المصادر فإن مريم عليها السلام ولدت فيها، وفيها بُشّرت بسيدنا المسيح عليه السلام حيث نشأ فيها وقضى معظم حياته، ونسب إليها ودُعي الناصري، كما نسب إليها النصارى.
تقدر مساحة أراضي المدينة بنحو 14 ألف دونم، في حين قدرت مساحة قضاء الناصرة بنحو نصف مليون دونم، وتقام على أراضيها أكثر من ثلاثين مستوطنة إسرائيلية.
أما المناخ فهو مناخ البحر الأبيض المتوسط، وأهم محاصيلها الزراعية الحبوب والفواكه والزيتون والخضراوات.
دخل المسلمون المدينة عام 634، على يد القائد المسلم شرحبيل بن حسنة فاتح شمال فلسطين، ثم ظلت محل نزاع بين الفرنجة والمسلمين، إلى أن دخلت في حوزة العثمانيين عام 1517 م – 923 هـ.
وفي المدينة عدد من المساجد، حيث أقيم أول مسجد فيها أوائل القرن الـ19، وفيها معالم دينية وأضرحة للشهداء، وضريح الشاعر الراحل عبد الرحيم محمود، والشاعر توفيق زياد.
سقطت الناصرة بيد الاحتلال الإسرائيلي يوم 6 يوليو/ تموز 1948، وتعرض أهلها للقوانين وإجراءات كثيفة تحول دون تمتعهم بحقوقهم .*

الموضوع الأصلي: مدينة الناصرة الفلسطينية || الكاتب: منتدى باجة || المصدر: منتدى باجة 
...تابع القراءة

حماس وفتح وسؤال القدس العربي




نختلف مع كل الآراء التي قالت بان لا جديد في خطاب بنيامين نتنياهو الذي ألقاه يوم امس امام الكونغرس الامريكي، لانه كان حافلا بالرسائل المعبرة التي اراد ارسالها الى اكثر من جهة عربية وعالمية:

الرسالة الاولى الى الرئيس الامريكي باراك اوباما بانه ليس حاكم امريكا وانما اللوبي اليهودي الداعم لاسرائيل، فهذا اللوبي هو الذي يقرر السياسات الامريكية وفقا للاملاءات الليكودية.
الرسالة الثانية الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتقول مفرداتها انه اضاع وقته، في مهزلة استمرت حوالي عشرين عاما، بعث خلالها الوهم، وهم السلام الى الشعب الفلسطيني، واعتقدت انك تستطيع الوصول الى دولة مستقلة، فالذي يحدد الدولة وهويتها وطبيعة حدودها هو السيد الاسرائيلي الذي يجب ان تقبل يديه صباح مساء، وتشكره على هذه النعمة.
الرسالة الثالثة الى الزعماء العرب، المخلوعين منهم او من هم على الطريق، بان مبادرتهم السلمية باتت منتهية الصلاحية وفاقدة المفعول، وعليكم تجديدها وفق الشروط الاسرائيلية الجديدة، اي التبعية لنا مقابل السلام لكم.
الرسالة الرابعة الى حركة 'حماس'، المطالبة بتغيير جلدها وتمزيق ميثاقها، وحلق لحى قادتها، والا عليها تحمل كل العواقب.
الرسالة الخامسة الى الملايين من العرب سواء داخل الارض المحتلة او خارجها، بانهم عنصريون ديكتاتوريون قمعيون لا امان لهم، ولا سلام معهم.
' ' '
عندما شاهدت اعضاء مجلسي النواب والشيوخ يتصرفون كالبهلوانات، يصفقون لاكاذيب نتنياهو وقوفا، وكأنهم تلاميذ صغار امام استاذهم المتعجرف، شعرت بالخجل من نفسي كإنسان عربي، لان حكامنا، وعلى مدى اربعين عاما على الاقل، كانوا عبيدا عند هؤلاء وحكومتهم، ووزرائها وسفرائها، ولذلك بت اكثر قناعة بان الثورات الشعبية التي انطلقت في اكثر من بلد عربي، يجب ان تستمر وان تتوسع وان تدعم حتى تضع حدا لهذا الهوان الذي نعيشه حاليا، سواء كانت في دول الاعتدال او الممانعة، في دول ملكية او جمهورية، فالجميع شركاء في اهانتنا واذلالنا، من خلال تذللهم ورضوخهم لهذا الهوان الامريكي ـ الاسرائيلي.
نواب الكونغرس الذين صفقوا بحرارة لنتنياهو وقوفا وقعودا، كانوا يصفقون للشخص الذي اهان رئيسهم المنتخب، وكانوا يصفقون لاهانتنا ايضا، وكانوا يصفقون لاهانة القانون الدولي واحكامه ومعاهداته، والقذف بها الى صفيحة القمامة.
لا يمكن ان اصدق ان هؤلاء هم مشرعو الدولة الاعظم في التاريخ، التي تدعي انها زعيمة العالم الحر المدافعة عن قيم العدالة والديمقراطية والانتصار للمظلومين في مختلف انحاء العالم، وحتى مجالس القبائل المتخلفة التي تنتمي الى العصر الحجري لا يمكن ان تتصرف بالطريقة البهلوانية التي تصرف بها نواب الكونغرس.
بحثت طوال الخطاب عن نائب واحد، فقط نائب واحد، لم يصفق وقوفاً، وربما لو كان اوباما جالساً لانضم الى قطيع المصفقين وربما بالحرارة نفسها، لانهم يلتقون جميعاً على مبدأ التبعية لهذا الاسرائيلي المتغطرس الذي يتحدى كل قيم العدالة ومبادئ الانسانية، ويرتكب المجازر ضد الابرياء، بل ويتباهى بها.
هذه الدولة الديمقراطية التي قال عنها نتنياهو انها تحقق حرية العبادة في القدس المحتلة التي يجب ان تبقى عاصمة موحدة للدولة اليهودية هي التي تقتل المسيحيين والمسلمين في لبنان وقطاع غزة، وتهدم منازلهم في المدينة المقدسة، وتحرم الملايين من الفلسطينيين من زيارة مساجدها وكنائسها، بل وتعمل على تقويض اساساتها لهدمها، بئست هذه الدولة وبئست ديمقراطيتها الدموية هذه.
' ' '
الرد العربي يجب ان لا يكون على خطاب نتنياهو، وانما على الاذعان الامريكي له، على الرئيس اوباما الذي يرتعد خوفاً منه ودولته، على الكونغرس الذي يقبل احذيته، فهذا الامريكي الخانع الراكع عند اقدام الظلم الاسرائيلي الفاجر لا يمكن ان يكون وسيط سلام، بل هو نصير للعدوان، وقتل الابرياء، ومصادرة الحريات.
نتنياهو طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بان يمزق اتفاقه مع حركة 'حماس'، وخيره بينها وبين السلام معه، ونحن هنا لا نطالب الرئيس عباس بان يختار بني اهله ووطنه فقط، وانما ان يعيد الاعتبار لميثاق حركة 'فتح' وادبيات منظمة التحرير الفلسطينية الاساسية، وهي الدولة الديمقراطية الواحدة على كل الاراضي الفلسطينية. فقد قتل نتنياهو، بخطابه يوم امس حل الدولتين، بل نقول انه اطلق عليه رصاصة الرحمة، واسدل الستار على اكذوبة السلام التي صدقها الرئيس عباس والكثيرون من حوله لعقدين من الزمن.
رئيس الوزراء الاسرائيلي اسدى خدمة كبيرة للشعب الفلسطيني بخطابه هذا وما ورد فيه من مواقف صريحة واضحة لا تتضمن اي لبس او غموض مؤكداً ليس فقط على يهودية الدولة، وانما على اسرائيلية القدس المحتلة ايضاً، ورفض عودة اي فلسطيني حتى لو كان في غرفة العناية المركزة الى ارض فلسطين التاريخية، والقسم بعدم العودة نهائياً الى حدود عام 1967.
' ' '
نتنياهو يستحق الشكر ايضاً، لانه ازال الغشاوة عن عيون الكثير من العرب والمسلمين، وكشف الوجه الحقيقي لامريكا ومؤسساتها امام العالم بأسره، والجهة الحقيقية التي ترسم سياساتها، وتضع قراراتها، وتصيغ طبيعة مواقفها. فالذي صفق لنتنياهو هم ممثلو الشعب الامريكي المنتخبون، والرئيس الذي تراجع عن مطالبته بدولة فلسطينية في اطار حدود عام 1967 هو رئيس منتخب، ومن قبل الليبراليين ايضاً.
هؤلاء الذين يصفقون بحرارة لنسف عملية السلام ولمصادرة حقوق شعب مظلوم مضطهد، ولوصف حركة 'حماس' المنتخبة ديمقراطياً بانها النسخة الفلسطينية من تنظيم 'القاعدة' لا يمكن ان يكونوا اصدقاء للعرب والمسلمين، ولا يمكن ان ينتصروا للشعوب العربية وثوراتها ضد الظلم والديكتاتورية وحقها المشروع في الحريات والكرامة، بل هؤلاء نقيض ذلك كلياً.
خطاب نتنياهو، ومن قبله تراجعات اوباما المذلة، هي صرخة قوية لايقاظ النيام العرب. هي دعوة لصحوة عربية.. هي تحريض على المزيد من الثورات.. هي وقود سريع الاشتعال للتطرف بأشكاله كافة.


الموضوع الأصلي: حماس وفتح وسؤال القدس العربي || الكاتب: الهدهد || المصدر: منتدى باجة 
...تابع القراءة

حرب أمريكا على العرب







بعد مطاردة شيخ عجوز عقداً من الزمن وأكثر، صور للقاصي والداني بأنه منبع الشر والإرهاب يسكن كهفاً يحمل سلاحا يخطط ليل نهار لتدمير العالم الغربي، تفاجئنا قوات الكوماندوز الأمريكية بأنها قامت باغتياله في تضارب واضح للروايات وخرج علينا أوباما منتشياً معلناً موته وما ان انتهى حتى خرج الأمريكيون في الشوارع يحتفلون ويرقصون طرباً على سفك دم هذا الشيخ كما رقص أجدادهم من قبل على دماء الهنود الحمر بعد قتلهم واغتصاب أرضهم.
أية حضارة هذه التي تقوم على اغتصاب وتدمير حضارة أخرى وتبني غطرستها وقرارها السياسي على جماجم الإنسانية ومن ثم تدعي الحرية والنزاهة والعدالة وتحاول فرضها بالقوة، هذا دليل على أنها حضارة حيوانية لا تعرف سوى الغابة منزلاً وطريقاً.
نحن لا نبالغ بهذا الوصف بل هي حقيقة واقعية محزنة ابتليت بها البشرية بعد أن انتزعت القيم من أصحابها وملأ الحقد والبغض قلوبهم فصوروا الشر والإرهاب على أنه الحرية والعدالة والإنسانية، فصدق هذه الكذبة أصحابها وغذوها بعقول الأجيال جيلا بعد جيل حتى صارت من المسلمات ومقننة تدرس في مناهجهم.
فالإرهابي الشرير الذي يتغذى على الدماء ويطرب لصرخات النساء والشيوخ والأطفال ويتلذذ في تعذيب الناس أصبح هو العادل الذي ينصف المظلوم ويبشر بالحرية للاقطار العربية التي لا تخضع لمشيئته ويدعو للإنسانية وقيمها، نعم هذا هو حال وواقع العالم الغربي المتمثل بأمريكا وغيرها من البلاد الأوروبية التي ما زالت تنادي بهذه القيم وهي أبعد عنها بعد السماء عن الأرض.
فواقع ما افتعلته السياسة الغربية في العالم من أحداث وما أوجدته من نكبات ونكسات اقتصادية فلا يكفي دعمها للإرهاب نفسه اسرائيل ومباركتها سفك الدماء في فلسطين والمشاركة فيها وسرقة الارض ودعم ارهابها بكافة الوسائل الارهابية المتاحة وغير المتاحة إلى تدمير أفغانستان وتشريد أهلها إلى احتلال العراق بكذبة سوقتها للعالم بإعلامها الذي يدعي النزاهة والمصداقية إلى ضرب المسلمين الآمنين في باكستان إلى انتهاك حريات وحقوق الإنسان وما نتج عنه من قتل الملايين في العالم وتسبب في قتل ملايين وتشريدهم بحجة محاربة الإرهاب والمحافظة على أمنها القومي، فكان من الطبيعي أن لا تضع أمريكا وغيرها من البلاد الغربية تعريفاً واضحاً للإرهاب ليصبح كل من يحارب هذه الدولة وغطرستها وأفكارها ينطبق عليه هذا التعريف وغيرها من المسميات ليصبح في مرمى نيرانها ومطلوبا لها. نحن لسنا بصدد تقييم فكر وإستراتيجية بن لادن ولكن بصدد تسليط الضوء على الإرهاب الدولي والعنجهية التي تمارسها أمريكا والبلاد الغربية والمعيار المزدوج في التعامل فهذا ليس بغريب على حضارة قامت على الدم والقتل ولكن الغريب أن تصدق أنها صاحبة العدل وحامية الحرية فسياستها تقضي بأن تجد عدواً دائماً لها وأن تصنعه شرقاً وغرباً ومن ثم تقنع العالم بخطورة هذا العدو وتهديده للأمن الغربي، فقد وضعت الإسلام عدواً حقيقياً لها بعد انتهاء الشيوعية وافتعلت الأحداث التي تؤدي إلى محاربته وغزو المسلمين في عقر دارهم بطرق وذرائع واهية وكذب ملفق.
فهذا هو الإرهاب الفكري بعينه فهي تفصل ثوب الإرهاب وتلبسه لمن تشاء وتحشد حلفاءها على محاربته وتمزيقه، إن ما قامت به أمريكا من اغتيال لهذا الشيخ أمام عائلته لا يعد نصراً وإنما ضعفاً وانتكاساً شديداً فقد قتلت رجلا ولم تقتل فكراً، فالفكر لا يموت ويبقى ويستمر ولا يقاوم إلا بالفكر والحجة والبرهان وليس بالقنابل والكوماندوز فأي نصر هذا الذي يتحدث عنه أوباما بعد مطاردة رجل عقداً من الزمان اجتمعت فيه مخابرات العالم لتصفيته. والشاهد هنا لولا ضلوع حكام باكستان في هذه الخيانة وإعطاء أمريكا معلومات مهمة لما استطاعت القيام بهذه العملية وتحقيقها.
نعم لقد وصلت الأمة والعالم لهذا الحال من الذل والهوان بعد أن تخلف المسلمون وابتعدوا عن قيادة العالم وتطبيق الإسلام نظاماً متكاملاً متمثلاً بدولة واحدة تحكمه وتنشره وتذود عنه ولو كان للمسلمين دولة يحكم فيها شرع الله لما استخف الغربيون بطفل من أطفال المسلمين إلا أننا نعيش في زمن يطبق فيه قانون الغاب فشتان بين حضارة البناء والعمل وحضارة الهدم والتدمير، بين حضارة تطبق العدل وتخدم الإنسانية وحضارة تدعي ذلك ولا تعرف له سبيلاً.
إن ما يجري الآن من أحداث في العالم العربي والإسلامي يؤكد صحوة الأمة لكن حذار من استغلالها من الغطرسة الأمريكية، ففجر الإسلام سيشرق ويعود من جديد عله يطوي صفحة من الألم والحزن والمرارة عاشتها الأمة قرنا من الزمان.
القدس العربي .
دكتور علاء شماسنة
...تابع القراءة