السؤال :
من القائل :
من القائل :
ولي وطن آليت أن لا أبيعه - - - - وأن لا أرى غيري له الدهر مالكا
الجواب :
هذا البيت المشهور هو لعلي بن العباس الرومي المعروف بان الرومي من قصيدة قالها لسليمان بن عبد الله بن طاهر . ويأتي عادة مع أبيات أخرى هي :
عمرت به شرخ الشباب منعما - - - - بصحبة قوم اصبحوا في ظلالك
وحبب أوطان الرجال إليهم - - - - مآرب قضاها الشباب هنالك
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم - - - - عهود الصبا فيها فحنوا لذلك
فقد ألفته النفس حتى كأنه - - - - لها جسد ، إن بان غودر هالكا
ومن أجمل الشعر في شدة الحنين حتى ليكاد المكان يتكلم من فرط المحبة والشوق ، قول ذي الرمة :
وقفت على ربع لمية ناقتي - - - - فما زلت أبكي عنده واخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبثه - - - - تكلمني أحجاره وملاعبه
وتشوق العرب إلى أوطانهم وقالوا الكثير من الأشعار في ذلك ، وقد بين الله فضل الوطن وكلف النفس به في قوله :
’’ ولو أنا كتبنا عليكم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ‘‘ فجعل الله الخروج من الديار مثيلا لقتل النفس .
ومع ذلك فقد تكلم العرب خلاف ذلك في الوطن ، وحضوا على ترك الأوطان وعدم التمسك بها ، ولعلهم كانوا يقصدون بذلك الوطن الصغير أي البلدة أو القرية أو المدينة أو القبيلة دون الوطن الكبير الشامل . ومن ذلك قول ابراهيم الغزي :
ليست بأوطانك اللائي نشأت بها - - - - لكن ديار الذي تهواه اوطان
خير المواطن ما للنفس فيه هوى - - - -سم الخياط بين الأحباب ميدان
كل الديار ، إذا فكرت ، واحدة - - - - مع الحبيب وكل الناس إخوان
أفدي الذين دنوا والهجر يبعدهم - - - - والنازحين وهم في القلب سكان
كنا وكانوا بأهنا العيش ثم نأوا - - - - كأننا قط ما كنا ولا كانوا
وقد يكون كلام الغزي محمولا على التعلق بالحبيب لا غير ، ولكن أبا الفتح البستي يقول :
إذا نبا بكريم موطن فله - - - - وراءه في بسيط الأرض أوطان
وإن نبت بك أوطان نشأت بها - - - - فارحل فكل بلاد الله أوطان
وقد أفرط في ذلك الشاعر صر در فقال :
قلقل ركابك في الفلا - - - - ودع الغواني للخدور
لولا التنقل ما ارتقت - - - - درر البحور إلى النحور
ويقال إن أبا دلف سمع أبا سرح يقول :
لا يمنعنك خفض العيش في دعة - - - - نزوع نفس إلى أهل وأوطان
تلقى بكل بلاد أنت ساكنها - - - - أهلا بأهل وجيرانا بجيران
فقال أبو دلف : هذا ألأم بيت قالته العرب .