أدونيس والثورة السورية

mardi 17 mai 2011



أدونيس والثورة السورية   أدونيس والثورة السورية أدونيس والثورة

لم يكن الشاعر السوري علي أحمد سعيد (أدونيس) لبفاجئ أحدا في موقفه الأخير من الثورة في المدن السورية وقراها على نظامها الاستبدادي، إلا أولئك الواهمين بأن الشاعر الذي تجاوز عتبة الثمانين حرّكته مشاهد الدم المسفوح، لكنه خذل أبناء شعبه في ثورتهم لنيل الحرية، ورفض ثورة تخرج من الجوامع، حسب قوله.
في موقفه الأخير سواء في زاويته بصحيفة الحياة أو في مقابلته في برنامج تلفزيوني، لا يغادر أدونيس مقولاته السابقة من ضرورة إجراء القطيعة التامة بين الدين والسياسة كشرط للنهوض وبناء الدولة الحديثة.
وحتى ذلك الوقت فإن الشاعر يربط انحيازه لحركة الشارع بخروج الجماهير من الساحات العامة والكنائس، ولا ضير لو كانت من المسارح أيضا، لكن خروجها من المساجد -برأيه- أدلجة للدين الذي لا يرفضه بوصفه رصيدا روحيا، فهو أيضا حاجة كيانية يجب ان تحترم، لكنه ضد استغلاله سياسيا وتحويله إلى أداة في الصراع الاجتماعي السياسي.
وإذا كان صاحب "الثابت والمتحول" يرفض الأيدولوجيا ومن ضمنها أدلجة الدين ومعها أيضا ما يسمى الإسلام المعتدل، فإن خطابه ينطوي على أيدولوجيا تنفي الاستناد إلى الدين كمرجعية في التغيير، معلنا موقفه "لا أستطيع مثلا أن أقبل إطلاقا أن أنضم إلى تظاهرة سياسية تخرج من الجامع، لكن لا أستطيع بالمقابل أن أقبل أن تقابل هذه التظاهرة بالعنف والقتل". وإذ يبدو الموقف متوازنا من رفض العنف في الحالين، فإنه من طرف خفي يضع الجلاد والضحية، والمطالب بالحرية ومُصادرها في سلة واحدة .

0 comments

Enregistrer un commentaire