تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها

samedi 6 août 2011




السؤال :
ما الذي يعنيه المثل ، ومن القائل :
تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها
الجواب :
هذا المثل يشير إلى أن نساء العرب كانت تأنف من العيش مما تأخذه لقاء لبن من أثدائها . وأول من قال هذا المثل هو الحارث بن سليل الأسدي .. فقد اتفق أنه زار حليفا له اسمه علقمة بن خطفة الطائي فرأى عنده ابنة جميلة اسمها الزباء فوقعت في نفسه فخطبها وكان شيخا وهي صبية .. سألوها فقالت : إن الشيخ يبلي شبابي ويدنس ثيابي ويشمت بي أترابي وكانت تقول لأمها :


إن الفتاة تحب الفتى - - - - - كحب الرعاء أنيق الكلا


فلم تزل بها أمها حتى غلبتها على رأيها فتزوجها الحارث ورحل بها إلى قومه . فبينما هو جالس ذات يوم وهي بجانبه إذ أقبل فتية من بني أسد يعتلجون فتنفست الصعداء ثم أرخت عينيها بالبكاء لما رأت قوة الشباب وشدته في أولئك الأسديين .. رآها الحارث تبكي فقال : وما يبكيك ؟ قالت ما لي وللشيوخ الناهضين كالفروخ . فقال لها : ثكلتك أمك تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها . وللمثل رواية أخرى وهي : تجوع الحرة ولا تأكل ثدييها . والمعنى واحد وهو أنها لا تأكل أجرة ثدييها ، أي لا تعيش بسبب ثدييها وبما يغلان عليها . ثم قال لها : أما وأبيك لرب غارة شهدتها وسبية أردفتها وخمرة شربتها فالحقي بأهلك فلا حاجة لي فيك وقال :


تهزأت أن رأتني لابسا كبرا - - - - وغاية الناس بين الموت والكبر
فإن بقيت لقيت الشيب راغمة - - - - - وفي التعرف ما يمضي من العبر
وإن يكن قد علا رأسي وغيره - - - - صرف الزمان وتغييرمن الشعر
عني إليك ، فإني لا توافقني - - - - عور الكلام ولا شرب على الكدر

0 comments

Enregistrer un commentaire