ثانوية باجة والخيط الأبيض

mercredi 18 mai 2011

من المعلوم أن المكاتب النقابية المتواجدة في ثانوية باجة تسير بعقلية هي أشبه إلى حد بعيد بالعصبية القبلية الجاهلية التي لا ترضى إلا بأن تكون في الرأس . لكن الذي كشف عن عمق وأصالة هذه العصبية في العقل النقابي الباجوي هو توقيف الأستاذ مصطفى نحلاوي .
فأصحاب الخيط الأبيض بين الأستاذ وبين المدير قد طرحوا العمل النقابي جانبا وساروا في اتجاه العمل تحت مظلة مجلس التدبير بدعوى سخيفة هي أن النقابات لا ترغب في فتح جبهة صراع داخلي بحكم انتماء الأستاذين وبحكم حسابات نأتي على ذكرها في فرصة لا حقة .
في يوم الثلاثاء وعند إقرار الوقفة الاحتجاجية من الرابعة إلى الخامسة كان الأستاذ بوشعيب بقال يتابع مع الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب تفاصيل ردة فعل الأساتذة ويستشيره في كل كبيرة وصغيرة وينقل إلى الأساتذة رأيه..
لكنه في يوم الأربعاء طرح عباءة النقابي المدافع عن مصالح وحقوق رجل التعليم ليلبس عباءة التوسل تحت مظلة مجلس التدبير .
هنا أحب أن أسأل الأخ بوشعيب بقال :
لقد خاض الأساتذة الوقفة الاحتجاجية كمناضلين نقابيين وكزملاء للأستاذ المغبون ومن المفروض أن تظل النقابة حاضرة كفاعل مؤطر لرد الفعل .. فلماذا تخليتم عن الإطار النقابي وعوضتموه بإطار لا صلاحية له في الدفاع عن حقوق رجل التعليم ؟
إن كانت لمجلس التدبير صلاحية ما فهي ليست أكثر من التوسل والتماس الأعذار .
ثم لماذا لم يكلف أصحاب الخيط الأبيض أنفسهم مشقة تقريب الأستاذة المتضامنين المحتجين من صورة اللقاء الذي جمعهم بالسيد النائب ؟
هل الأمر يعنيهم وحدهم ؟
أبدا ..
قد تتبادر إلى الذهن إمكانية حرصهم على إصلاح ما أفسدوه عند تدخلهم في المرة الأولى بعيد نشوب الشجار ..
صحيح لكن الإصلاح لا يتم عبر الإفساد ..
أخطأوا بتهاونهم وعدم مطالبتهم بتحرير وثيقة موقعة من الطرفين المتخاصمين تشهد بأن الصلح قد تم ولا حق لأحدهما في متابعة الآخر مع إخطار النيابة بحيثياتها ..
وهاهم يخطئون مرة أخرى حين يتبنون صيغة كارثية للصلح المتأخر ..الصيغة المفترضة تقضي بأن يكون هناك صلح يقوم بموجبه المدير بالتنازل عن حقه في متابعة الأستاذ ؟
هذه صيغة إدانة للأستاذ لأن فيها اعترافا ضمنيا بأنه هو المعتدي وأن المدير هو المعتدى عليه ، ولأنها تبرئ ساحة المدير وتبقي على إدانة الأستاذ الذي عليه أن يواجه العقوبة التي لابد منها لوحده .
أي منطق هذا ؟
كلاهما ضرب وضرب وكلاهما شتم وشتم وعلى كل منهما أن يعتذر إلى الآخر ويسحب الدعوى دون أن يعطي السحب معنى التنازل الذي هو بمتابة عفو عند المقدرة .
في هذه الحالة سيعاقبان معا وهذا منطق العادلة والاحتكام إلى القانون رغم أن المدير هو من يجب أن يعاقب لأن مهمة تدبير المؤسسة ملقاة على عاتقه ومن المفروض أن يحترم المهمة التي أسندت إليه .
لكن الذي يرشح من خلل الحديث إلى بعض الأساتذة هو أن المدير سيتنازل عن شكايته ضد الأستاذ مصطفى نحلاوي الذي ضربه واعتدى عليه وهذه صيغة تجعل المدير في منأى عن الحساب والعقاب ..
المدير والأستاذ تبادلا الضرب والشتم ومرغا سمعة المؤسسة في التراب وينبغي أن يعاقبا معا ..
هذا هو المسار الصحيح ..

0 comments

Enregistrer un commentaire