الشمس تغرب كي تشرق من جديد

mardi 24 mai 2011




جلست وحيدا بشاطئ البحر، أتأمل منظر الشمس وقد آذنت بالأفول. كان اليومُ في نَزْعِه الأخير، يلفظ أنفاسه الأخيرة ليودعنا بعد لحظات، ويُدفن تحت ظلام الليل. كانت لحظة من أشد لحظات اليوم حزنا، ولكن ما كان ذلك ليفسد عليّ سحر ذلك المنظر الرائع الذي لا يزال موشوما في ذاكرتي.. منظرِ ذلك القرص البرتقالي اللامع المنعكسِ على صفحة الماء وهو يغرق في غيابات اليم وراء ذلك الأفق البعيد.


الشمس تغرب تشرق جديد.  الشمس تغرب تشرق جديد. الشمس



ولكني كنت أعلم أن الشمس تودعنا في تلك اللحظة لتقول لقوم آخرين: صباح الخير.. كانت تودع عالمنا لتعانق عالما آخر. وكنت أعلم أيضا أنه بعد ليل مظلم بارد طويل ستشرق الشمس من جديد لتُطِلَّ علينا بنورها وبهائها ودفئها... هذه هي دورة الحياة.
مرّرت يدي المرتعشةَ على وجهي، أتحسّس الأخاديدَ التي شقتها السِّنونُ على صفحتِه بلا رحمة... أنا الآخر كنت في غروب شمس العُمر، كنت رجلا قد نيَّف على الستِّين من عمره، يُقلِّب الصفحاتِ الأخيرةَ من قصة حياته، يمضي في رحلة مشابهة لتلك التي تمضي فيها الشمس.
يظن كثيرون أن الموت هي النهايةَ الأبديةَ لقصةِ الحياة. أما أنا فأظن أن الموت هي البداية لقصة الحياة الأبدية. نحن نموت في هذا العالم لنولد في عالم آخر، تماما كما تغرب الشمس في العالم الذي أمامي كي تشرق في عالم بعيد عني. مخطئ من ظن يوما أنه خُلِق لكي يموت. مخطئ من ظن يوما أن النهاية ستكون ظلاما. لا يوجد ظلام أبدي. فقط انظر إلى الوجود من حولك وخذ العِبرة؛ الشمس تغرب كي تشرق من جديد.


0 comments

Enregistrer un commentaire