أسباب ترحيب المعارضة البحرينية بخطاب أوباما

dimanche 22 mai 2011


أسباب ترحيب المعارضة البحرينية بخطاب أسباب ترحيب المعارضة البحرينية بخطاب

لم يحمل خطاب أوباما الأخير أي جديد، هذا ما أجمع عليه كثيرون. فأوباما المطل على قضايا المنطقة من بلاد العم سام، رحب بتطلعات شعوب المنطقة بحرارة تارة وببرودة ،ما إستطاع أن يخفيها، طوراً. وقف رئيس البيت الأبيض محيياً التحركات الشعبية، متجاهلاً دعم بلاده لأعتى الديكتاتوريات، مطالباً خصومه، الذين لم يخضعوا لضغوط إدارته، الرحيل والرضوخ "لرغبة الشعب"، متمنياً على حلفاء لطخوا أيديهم بدماء شعب سلمي أعزل إنتهاج سياسة الحوار.
ما كان لافتاً في الخطاب هو بضع السطور التي خصصها سيد البيت الأبيض لقضية البحرين، فأعلن أن بلاده تساند حق الشعوب التي كرستها المواثيق الدولية، واستنكر إستخدام القوة المفرط وحملة الإعتقالات التي تطال الشعب الأعزل، رابطاً ما جرى من هدم وتدنيس للمقدسات في البحرين بما تعرضت له كنائس الأقباط في مصر. بضع سطور ذكرها الرئيس الأميركي بخجل فنالت النصيب الأوفر من تصفيق الجمهور الأميركي.

المعارضة ترحب بخطاب أوباما

أسباب ترحيب المعارضة البحرينية بخطاب أسباب ترحيب المعارضة البحرينية بخطاب

ولم تنتظر المعارضة البحرينية طويلاً حتى عبرت عن ترحيبها بكلام أوباما، فاعتبرت جمعية الوفاق الوطني، في بيان لها تعليقاً على الخطاب، أن ما جاء على لسان الرئيس الأميركي مهم للغاية، بما في ذلك دعوته لتهيئة بيئة للحوار في البحرين، وتأكيده على " أنه لا يمكن أن يكون هناك حوار وجزء من المعارضة السلمية في السجن، والحاجة لوقف قمع لمواطني البحرين."

وعلقت جمعية العمل الإسلامي على خطاب الرئيس الأميركي، فأصدرت بياناً بالمناسبة، رحبت فيه بخطاب أوباما المنتخب "بإرادة شعبه الحرة وبدون ضغط جيوش أجنبية ، ولا عبر عدد هائل من المرتزقة الأجانب، ولا من خلال القمع والإرهاب،" رافضة مساواة الشعب البحريني الضحية بالجلاد الذي استعان بالجيوش الخليجية للتمسك بالسلطة.
موقف المعارضة كان مستغرباُ، خصوصاً وأن البيانات السابقة للمعارضة دأبت على تحميل الإدارة الأميركية مسؤولية ما إرتكبته السلطة البحرين، ومنها ما إعتبر أن كل الإنتهاكات التي مارستها السلطة أتت بضوء أخضر أميركي.. لذا ألا يشكل موقف المعارضة اليوم تناقضاً مع مواقفها السابقة؟ وما الجديد الذي قرأته المعارضة في خطاب أوباما؟ وما سر هذا التحول في خطاب الرئيس الأميركي؟ تساؤلات عدة طرحناها على الصحافي البحريني (عباس صفوان) في مقابلة له مع موقع قناة المنار..

لا تناقض في خطاب المعارضة

أسباب ترحيب المعارضة البحرينية بخطاب أسباب ترحيب المعارضة البحرينية بخطاب

في بداية حديثه رفض الصحافي في جريدة الوسط البحرينية سابقاً أي حديث عن تناقضات ظهرت في خطاب المعارضة البحرينية مفسراً بأن "الدعوة إلى موقف إيجابي من المطالب المشروعة لا تتناقض مع الإنتقادات التي وُجهت للولايات المتحدة، لأنها لم تقم بما يلزم كونها ترفع شعارات الحرية والديمقراطية."
جاء ترحيب المعارضة البحرينية بعدما وجدت أن خطاب أوباما احتوى على جملة من الأمور الهامة، وبحسب صفوان فقد أرادت المعارضة من خلال ترحيبها أن تقول لأوباما "شكراً لاعتبارك أن المطالب المرفوعة مطالب مشروعة للشعب، وأن الاستخدام المفرط للقوة ليس حلاً، وأن الحوار هو السبيل للخروج من الأزمة، ولمطالبتك بالتهيئة للحوار والإفراج عن المعتقلين."

البحرينيون يتطلعون إلى ترجمة فعلية للخطاب

أسباب ترحيب المعارضة البحرينية بخطاب أسباب ترحيب المعارضة البحرينية بخطاب

وأضاف الصحافي البحريني" أما بعد الشكر والترحيب بماء جاء في خطابه... فليترجم أوباما كلامه إلى أفعال، ونحن مستعدون للتعامل مع كل الأطراف للخروج من الوحل الأمني."
وتابع "البحرينيون رحبوا بالخطاب، لأنهم يعلمون بأن لدى الولايات المتحدة علاقات قوية مع الحكومة البحرينية... وهم يتطلعون إلى أن تتحول كلمات أوباما إلى واقع فعلي من خلال الضغط على السلطات البحرينية لإيقاف الإنتهاكات."
وأردف صفوان قائلاً: "لا نريد من أوباما أن يقول للعائلة الحاكمة "إرحلي"، كما قال لقيادات عربية أخرى، لأن القطاع الأوسع من البحرينيين يريد بقاء المملكة ولكنه يتطلع إلى مملكة دستورية.. حسبما جاء في الميثاق الوطني الذي وقع عليه البحرينيون عام 2001."

الأميركيون معنيون بما يجري في البحرين

أسباب ترحيب المعارضة البحرينية بخطاب أسباب ترحيب المعارضة البحرينية بخطاب

وبحسب وجهة نظر صفوان "لا يوجد تحول في الموقف الأميركي تجاه قضية البحرين"، شارحاً بأن الطرح الأميركي منذ البداية كان يتحدث عن تسوية، لكنهم عجزوا عن تحويل هذه الرؤية إلى واقع فعلي، والأسوأ –على حد تعبير صفوان- "أنهم أعطوا الضوء الأخضر لقمع المعارضة
اعتبر صفوان أن الولايات المتحدة الأميركية معنية بما يجري في البحرين "حيث مقر الأسطول الخامس الأميركي، وحيث يمر نفط منطقة الخليج ."
كما أرجع صفوان أسباب الموقف الأميركي الجديد إلى تفاعل الصحافة الغربية التي تعاطت بموضوعية مع الأحداث في البحرين، معتقداً أن تغطية الأحداث في البحرين سببت حرجاً للإدارة الأميركية ولغيرها ممن يرفعون "شعارات الديمقراطية"، لافتاً إلى ما "كتبته صحيفة الإنتدبندنت البريطانية في تغطيتها لزيارة ولي العهد البحريني لبريطانيا، عندما وضعت "كاميرون يعانق الإستبداد" كعنوان رئيسي لصفتحها الأولى."

الملكية الدستورية تلوح في الأفق
وذكر الصحافي البحريني بأن المطلوب اليوم تفعيل مبادرة ولي العهد، وأن يتم وضع أسس لحوار منتج،لافتاً إلى أن الانتقادات الأميركية للبحرين مازالت "أقل من تلك التي وجهت لأنظمة عربية أخرى"، آملاً أن تتعامل الولايات المتحدة مع قضية البحرين بنفس المعايير.
وختم حديثه قائلاً بأن " قدرة الشعب البحريني على الصمود أمام آلة البطش المدعومة سعودياً، تؤكد أن الملكية الدستورية باتت تلوح في الأفق."

0 comments

Enregistrer un commentaire